لحياة الزوجية ليست وظيفة.. وليست صداقة بين رجلين

في كثير من الأحيان يميل أهل الزوج أو الزوجة إلى ابنهم أو ابنتهم. وهذا يزيد من تعقيد المشاكل الزوجية وربما زاد الأهل الأمر تعقيداً وقاد إلى إنهاء الحياة الزوجية. وهناك نظريات لمحاولة المساعدة في كسر البرود العاطفي أو السكتة الزوجية وخروج الزوجين من هذه الحالة المزعجة.
إن الكلام سهل في هذا الموضوع، ولكن التطبيق يحتاج إلى تفاهم وتعاون من كلا الزوجين، كذلك الصبر وعدم التسرع في الحصول على النتائج..! ويمل كل من الزوجين من حدوث أي تقدم أو تغير في حياتهم الزوجية.

منذ البداية يجب أن يدرك كل من الزوجين بأن الحياة الزوجية ليست أمراً سهلاً، وتحتاج إلى مجهود كلا الزوجين. فالزوج الذي يعتقد بأن الأمر مجرد زوجة تخدمه، وتقوم بمهمات الأم، دون أن يدرك بأن للزواج التزامات من قبل الزوج، مثل الالتزام بمشاركة زوجته في أمور الحياة المشتركة، بكل ما تعني كلمة مشاركة من معنى. فالرجل الذي يعتقد أن المشاركة لا تعني أن يشتركا في قرارات مصيرية، ويعتقد بأن من حقه أن يتخذ جميع القرارات التي تمس حياتهما لوحده فهذا من الأخطاء التي يقع بها الكثيرون.. فمثلاً تجد زوجاً حديث الزواج ولم يمض على زواجه عام، يترك زوجته ويذهب للخارج لمناطق سيئة السمعة مع أصدقائه، كما كان يفعل عندما كان أعزباً، ويطلب من زوجته أن تتقبل ذلك بنفس رضية.. وأن هذا أمر طبيعي يقوم به الرجال في المجتمعات العربية.. فتجد الرجل يذهب يسافر إلى مناطق مختلفة من العالم، هو وأصدقاؤه بينما على الزوجة أن تبقى وحيدة في بلدها.. تذهب لتعيش مع أهلها فترة غيابه، أو أن تبقى مع أطفالها إذا كان لديها أطفال، ويبقى السائق هو المسؤول عن تلبية طلبات المنزل..!

كثيرا ما تحمل المرأة فشل الحياة الزوجية عاطفياً.. فهي المطلوب منها أن تكون المسؤولة عن جذب زوجها عطافياً، وأن تكون دائماً متزينة له، لا ترفض له طلباً، وتحتمل كل ما يقوم به من أفعال غير مقبولة من قبلها كامرأة.. وفي ذات الوقت ليس لها ثناء أو شكور..!

في مجتمعاتنا العربية، وعلى وجه الخصوص المجتمعات الخليجية، تعّود الرجال على عدم إبداء مشاعر المحبة أو العواطف مع زوجته. فتجد الزوج لا يقول أي كلام جميل به إطراء لجمالها أو أي تعبير عن محبته لها، مدى اهميتها في حياته..! إننا اعتدنا كرجال بأن ما نحصل عليه من زوجاتنا هو أمر من حقنا، وهو واجب عليها ليس من حقها أن تطلب شيئاً مقابل ما تقدمه لنا.. إنه أمر مفروغ منه، أن تقدم الزوجة كل شيء.. وتحصل مقابل ذلك على أشياء مادية بحتة.. وهذا ليس كل ما تطلبه الزوجة.. إن المرأة كما ذكرنا في مقال سابق، بحكم تركيبها الفيسيولوجي والنفسي، تحتاج إلى العواطف والحنان والحب.. وهذا ليس شيئاً مكلفاً للرجل.. إن بضع كلمات حانية، ولمسات حنونة عاطفية تعني الكثير بالنسبة للمرأة وهذا للأسف ما لا يفعله الرجل..!

إن المرأة تعطي وتحاول أن تحافظ على بقاء الحياة الزوجية مستقرة، وتحتاج للعواطف كي تعطي أكثر وأكثر.. إن الحياة الزوجية ليست وظيفة.. وليست صداقة بين رجلين،، ولكنها علاقة عاطفية بين رجل وامرأة تحتاج إلى العواطف والحنان كي يستمر الزواج حتى ولو بالحد الأدنى من مشاعر الحب والعواطف..!

مماراق لي